سورة الدخان - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الدخان)


        


{حم}.
{والكتاب المبين}.
{إنا أنزلناه} أَيْ: القرآن {في ليلة مباركة} قيل: هي ليلة القدر في رمضان، أنزل الله القرآن فيها من أمِّ الكتاب إلى سماء الدُّنيا، ثمَّ أنزله على نبيِّه عليه السَّلام نجوماَ. وقيل: ليلة النِّصف من شعبان {إنا كنا منذرين} مُحذِّرين عبادنا العقوبة بإنزال الكتاب.
{فيها يفرق} يُفصل {كلُّ أمر حكيم} مُحكمٍ من أرزاق العباد وآجالهم، وذلك أنَّه يُدبِّر في تلك الليلة أمر السَّنة.
{أمراً من عندنا} معناه: يُفْرق كلُّ أمرٍ حكيمٍ فرقاً من عندنا، فوضع الأمر موضع الفرق؛ لأنَّه أمرٌ. {إنا كنا مرسلين} محمَّداً إلى قومه.


{رحمةً} أَيْ: للرًّحمة، وقوله: {إن كنتم موقنين} أَيْ: إن أيقنتم بأنَّه ربُّ السَّموات والأرض، فأيقنوا أنَّ محمداً رسوله؛ لأنَّه أرسله.


{بل هم في شك} من البعث والنَّشر {يلعبون} مُشتغلين بالدُّنيا.
{فارتقب} فانتظر {يوم تأتي السماء بدخان مبين} وذلك حين دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على قومه بالقحط، فمنع المطر، وأجدبت الأرض، وانجرَّت الآفاق، وصار بين السَّماء والأرض كالدُّخان.
{يغشى الناس} ذلك الدخان وهم يقولون {هذا عذاب أليم}.
{ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون} مُصدِّقون بنبيِّك. قال الله تعالى: {أنى لهم الذكرى} من أين لهم التَّذكُّر والاتِّعاظ، {و} حالهم أنَّهم {قد جاءهم رسول مبين} يبيِّن لهم أحكام الدِّين. يعني: محمَّداً صلى الله عليه وسلم.
{ثمَّ تولوا} أعرضوا {عنه وقالوا معلَّم} أَيْ: إنَّه معلَّم يُعلِّمه ما يأتي به بشر.
{إنا كاشفو العذاب قليلاً} أَيْ: يكشف عنكم عذاب الجوع في الدُّنيا، ثمَّ تعودون في العذاب، وهو قوله: {إنكم عائدون}.
{يوم نبطش البطشة الكبرى} أَيْ: يوم القيامة. وقيل: يوم بدرٍ.
{ولقد فتنا} بلونا {قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم} على الله تعالى: يعني: موسى عليه السَّلام.
{أن أدوا إليَّ عباد الله} أَيْ: سلِّموهم إليَّ ولا تُعذِّبوهم، يعني: بني إسرائيل، كما قال: {فأرسل معي بني إسرائيل} {إني لكم رسول أمين} على وحي الله عزَّ وجلَّ.
{وأن لا تعلوا على الله} لا تعصوه ولا تخالفوا أمره {إني آتيكم بسلطان مبين} بحجَّةٍ واضحةٍ تدلُّ على أنَّني نبيٌّ.
{وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون} أَن تقتلون، وذلك أنَّهم توعَّدوه بالقتل.
{وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون} أَيْ: لا تكونوا عليَّ ولا لي، وخلُّوا عني.
{فدعا ربَّه أنَّ} أَيْ: بأنَّ {هؤلاء} أَيْ: يا ربِّ هؤلاء {قوم مجرمون} مُشركون.

1 | 2 | 3